1
لمرارة شبت على حلقى
لنار الملح تأكل صدرى المغموس فى الحمى ،
لقافية أنكسارك يا دمى قوسا ،
وللفوضى ، وأ{صفة الشوار ، والصدى القاسى
ألملم صوتى الواهي
وأدخل فى القصيده..
الآن ..حسبك يا مرايات الجنوب
ويا مرارت الشمال..
الآن تنكسر المنارات العنيده..
الآن ينسج عنكبوت النار خيمته
ويرقب وجهك المنقوش من تعب المساء
على النهارات الشهيده
يا وردة الجرح الذى رمت المجاعة روحه فى النيل
كم يعدو عليك الصيف مهزوما وتحترق الظلال..
هذا أوان الطلع: ياقوتا وقنديلا وحنظلة
وكعب أخيل مشنوقا على برق الخيال..
هذا أوان كمائم التفتح والتلقيح
والموتى
وأطياف الأرامل واليتامى ،
يعبرون مفازة الأشياء
يحتقبون أغنية ويرتكبون أغنية
وينثرون فى شبق المساء..
قد كان وجه أبيك سيدنا ومختار المدائن
فى زمان الدخنه المطرية السوداء
منقوشا على قوس الدماء..
يا رمل .. أو يا سيف قرص الليل
هل نحيا بلا حزن.. وهل نحيا بلا ظل
على شمس معلقة.. علىسيف الهواء..؟
قد كان وجه أبيك حامل هذه السمة القديمة
من زمان اللمحة الأولى على وجه المواقف
أو على وجه الحقيقه
قد كان يورق كالنجوم الخضر
ينبض فى تعاريش الحديقه..
2
يا رمل أنت على الحلوق، على العيون، على الرؤوس،
على مسار النبض
وحشة آخر الأوراق ، تومض تحت نار البرد
فى وسن الكمون..
رمل تحكر فوقنا
ونموت إلا الرمل يترك ثأره
والكبر مرحلة على زهو العيون..
هل أنت أنت؟
كما صدرت على بريد العشق
تورد عجرفات النسك معصوما
أم الدنيا سقتك ندى التوتر
فانكسرت كما السراب على بداوة صولجان..؟
أرأيت كيف تراكض الفقراء
يحتملون فى الشبق الأخير ويدخلون المهرجان..؟
أوراقهم وجع تراكم من سطور الليلة الصماء
يخجل كربلاءات الزمان..
3
هل عاد ذاك الطارق الجبار ينهض للسماء
مراودا سحب العديلة
والأناشيد القديمة
كى تغادر فى مسافات الجنون..؟
الساهرون تواثقوا
عجبا
ولكن المدائح لم تزل تهمى الى وجه الصباح..
والزيت من شجر المصيبة نضحه خضراء
تنهض للمفاصل من دواليب الرياح..
يا آهة سقت الغناء عذاب شاعرها
المشرد فى الحوانيت الكئيبة والمخاوف والظنون..
يا شاعرا.. من أين تقطف أقحوان الشعر؟
من لغة الطوارىء ، أم من اللغة المريضة ،
أم لهاة الزيف ،
أم من وردة الموتي وأزهار السجون..؟
أختار أرملة القصائد كى أجيب.
وذلك الوجه المتوج بالملاحة
يعتلى قممى ويموض كالسراب..
قد كان أحرى أن أقول كما الشهاب
لكنه وجع وسكين تمزق رعشة الناقوس
فى عصبى.. وأشواقى .. وأنفاس العذاب..
يا أيها الوجه الصبى نبت كيف؟
ومن دعاك؟
سراج أيامى الذبيحة
أم مصابيح الرغاب..؟
4
محروقة الأصداء هذي اليوسفية
فى مناسك صبرها تهفو الى وجه
صباحي صغير..
إن أطلقته يد الملاحه هز فيك الروح والأعصاب
سمر مقلتيك على طراوات الحرير
يرنو فتنسفح اللهاة
على مرايا الأحرف الأخرى
وينكسف المصير
_ ياوجه إنى جائع لصباك
إنى فاتح صدرى لسيفك
فانغرس
وردا على لحم المرارة أو على نار السعير
يا وجه كن لسواترى شغلا
به أتفرس المعنى
هنالك حيث لا معنى سواك
ولا حدائق أو شموس
هم أوردوك دفاترى ليلا
فهب المجد عبرك ينتقى ورقى
وينبت فى التوابيت الرخام
كم جملت بك وجهها الأيام
والخرطوم نائمة على صبر الخصاصة
وانكسارات النفوس..
كم أعلنتك عقيد أسراها
تجر غرور عينيها
وتحرق فى ماكتبها دواوين الكلام
يا وجه كن للماء تذكرة
وكن للسرور مروحة
وكن لمحاضن الرمل الحزين بنفسجا يهمي
فيحتشد الكلام..
هم يزرعون الطيب
بين النيل والأشياء
والخرطوم ساقيتي
ومحرقتي
وبتي..
قد جئت أستسقى
ونيل بهائها غيمى وساريتى
وأنفاسى على وجع الحياة
أنا وموتى..
وحدى عشقت ويحلمون به
وحدي أسافر فى صبا حزنى
وأقبس ورد مصباحى
وأشرعتى وزيتى..
وأطير ..أبدع
أشغل الدنيا
وأطلق فى فضاء الكون صاعقتى
وأوراقى
وأغنيتى .
مصطفى سند: شاعر سوداني معاصر وقاص بارز، يلقب برائد القصيدة المعاصرة.
من رواد مدرسة الغابة والصحراء الشعرية.ولد في أم درمان بالسودان عام 1939.
حصل على بكالوريوس تجارة - شعبة علوم بريدية، ودرس ...