تتوهَّجُ النِّيرانُ فى صدري
لَهَبْ..
وأنا أسافرُ من دماكِ الى دمى
للموتِ والعشاق نافذتانِ
من جوعٍ ومن حُمَّى
ومن وردِ التَّعَبْ..
ماذا أقولُ؟
أشاكسُ الكلمات؟
لا أدرى فلا خيل’’ لدىَّ ولا ذَهَبْ..
***
وطنى على رملِ اتِّساع بصيرتي
قوس’’ وحفنة ذكرياتْ..
وطني كتاب’’ من صدى عينيكِ
يولدُ في المسافةِ
بين صوتكِ واحتراقِ الأغنياتْ..
وطني بقيةُ كبرياءٍ
فى لظي برقينِ
ينتسبانِ للزمنِ الرمادْ..
فلأىِّ عصرٍ يُنسبُ المجدُ الذى صنع السحابةَ؟
أم يظلُّ المجدُ موقوفٍا
على عصرِ الجهادْ؟
***
إنْ صادرتني النارُ من صوتي
نقشتُ على حبيباتِ المطرْ..
لَوْحي القديَم
وأننى شبح’’ تألَّقَ فى الدمِ المسفوكِ
بينَ مطالعِ العام الجديدِ
وبين أيامِ الغضبْ..
وقصيدتى خُميَّ
وشائعةُ البنفسجِ طعنة’ة فى الصدرِ
تولدُ من غُلالاتِ السهرْ..
"قمرى فديتُكَ ما الخبرْ..؟"
قمرى فديتُكَ
ضُمَّني حقلاً بدائرةِ المسافةِ
أو هشيمِ الانتظارْ..
بِعْنى عُصارةَ لونِكَ الروديِّ
احتمل الأسى وأنامُ فى عنفِ القمرْ..
***
العامُ..
هذا العامُ يولدُ كوكباً
من شهقِة الظلِّ النديِّ
ومن نعومةِ ساعديكْ
بِعْنى
فلا وجهي تعلَّق حاسراً شبقَ الترابِ
ولا دمي غنيَّ لمجد الحرفِ
أوراقي وأقوالي لديكْ..
ما زالَ صوتُك والصدي طفلينِ
من شفق البرودةِ يقطفان العنفوانْ..
يتبادلان الجرحَ
يا أسف البياض كأنَّ هذا العام ُبستان’’
يعبُّ جداولَ الليل المريضِ ويستحيلُ الي هوانْ...
**
حُمَّي وينفعل الرَّمادْ..
حُمَّي وتنكسرُ المواقفُ شهقةً أخري
ويحترق الرَّمادْ..
تتوهجُ النيرانُ فى صدري غضبْ..
العام...
هل للعام معنى أن نكون
أم الفجيعة شمعة
والعام ناقوس يجلجل فى مدارات الغضب..؟
غضب..
غضب..
مصطفى سند: شاعر سوداني معاصر وقاص بارز، يلقب برائد القصيدة المعاصرة.
من رواد مدرسة الغابة والصحراء الشعرية.ولد في أم درمان بالسودان عام 1939.
حصل على بكالوريوس تجارة - شعبة علوم بريدية، ودرس ...