واحد البعد مهما صحت لي بالرحيل

يا قطار الطريق المقفي المقبلي

إنتظاري وصبري واشتياقي طويل

وانت صوتك يجي من عمري الأوّلي

لا تثير المفارق فالوصل مستحيل

غاية الروح يا ذا وجهةٍ تشملي

هبهب الصيف والجدي أحسب إنه سهيل

لاح لي في محاجر ناقتي وجملي

حولي الأرض سبخا والمدى أرخبيل

نسمته لو أجر أنفاسها مقتلي

لانسيمه نسيم ولا نخيله نخيل

ولا ظلاله ظليل ولا أنا به خلي

أتأمل غروب الشمس عند الاصيل

واتذكّر مشارقها على منزلي

من ايخبّر اذا دج الدجا بي هديل

ان روحي على أغصانها تهدلي

وان قلبي وكبدي وان عودي نحيل

وان عيني ودمعي وان حزني جلي

واني اكتب وياتي كل شعري جميل

ويتهّول جليسي منه واتهوّلي

إن نظرت لقصيدي شفت ماله مثيل

وان تأملت وجهي قلت ما أجملي

يا لهذا الأديب المبدع المستخيل

قالها واشهد إني عاشقٍ مبتلي

ذا هو العشق يا عمي وانا به قتيل

راعني واحمد الله واسإله وادع لي

أرهف الحب وجداني تركني عليل

علته بي مع الايام تستفحلي

كل ما نجمةٍ او بارقٍ  في مخيل

او قمر او سحابه طيفها لاحِ لي

أمّلتني بليل وهمّلتني بليل

ألا ياليل يا منفاي يا معزلي

غربتي في ظلامك ليت شعري يزيل

بعض وجدي إذا غنيت او تنجلي

إستدليت في عقلي وضاع الدليل

يوم رحت انشد الاوطان واستبدلي

لا تدوّر عن بلادك وربعك بديل

لو تعيش العمر في غير ما تأملي

ولاتذل لعزيز ولا تكابر ذليل

ولا تخاوي رديين الشرف تبتلي

وان حداك الزمان وصرت رجلٍ دخيل

أي دارٍ تجيها ريفها ممحلي

أفقر الأرض أرضٍ به تشوف البخيل

أكرم الناس فيها مدةٍ  واجزلي

كل ما حاشت ايديني عليها قليل

لو أقيسه بركضي وتعبي وِعملي

ياقطار وتمر وبى دواعي رحيل

مثل ما بك ونارك نار بي تصطلي

واحد البعد واحد والمُنى يستحيل

أدركه وادري إني ضاع مستقبلي

يا مهيّج شجوني كيف كيف السبيل

لي أهل لي حبيبه لي وطن  لي ولي

صيح يمكن بصوتك يلتفت لي خليل

أو على البعد مني يسمعونك هلي