باهرب في الزمن المنسي
باهرب وف صدري رصاصه
واهرب من ليلة عُرسي
واعدم أفراحي الكدّابه ..
في ليالي الأنسِ
باهرب .. في الزمن المنسي
باهرب وأشوف:
وشوش .. تقابل وشوش
بيحكُوا ويّا بعض
وأي ابتسامه .. فوق حنك مغشوش
مش ممكن تعيش.
وأحيانًا نشوف
وشّ راجل بشوش
بيضحك
لوشّ بنت بشوش
ناس بيحبوا بعض وحبهم مكشوف
لكن بيجمعهم في النهايه .. حب بعض
حب التراب والأرض.
قدام عيونّا بتفضلي يا حبيبتي
طارحه الحنان والأمان
أم في ليالي الشقا .. والتعب
دايمًا بتهجر الأحزان
وتهجر الأجران
وتخرج م الغيطان
متسلحه بالصبر والسنابل
بتحطّم بضحكتها الصَبُوره أنياب السلاسل
وحاولوا ألف مره من زمان
في الضمير
في ضحكة الفرحان
حاولوا يسرقوا ابتسامتك وابتسامة ولادك
يسرقوها من المدارس
والشوارع .. والغيطان
حرقوا الكراريس والابتسامات
حرقوا اللي راح من ذكريات
لكن ما راحش الأمل أبدًا
وكان الأمل دايمًا مكحّل عيونها
عروسه طالعه من الآهات
خارجه .. فوق حصان لهب
طارحه الغضب
طالعه بتقاتل وفي دراعها صهيل السلاسل
وبتنفض الحكايات
وبتقاتل وفي دراعها السنابل
والحلم بالجايّات
.. وتاخدني في أحضانك
آخدك وأصلي صلاة الغفران
وأصلي صلاة الحب
وأصلي صلاة الأحزان
وأصلي صلاة الفرح
بترفضيني للأبد
وأشوفك في ابتسامة البنت
وابتسامة الولد
وللأبد ..
حُبّك مركبي وبارحل في العيون
وافتح كراساتي وارسمك
شجرة زتون
وارسمك ليله، صبرها بيهون
وارسمك ضلّه، واستخبّى تحتيها
وارسمك بندقيه وآخدك في أحضاني
بافتح كراساتي
الكراسات بيضا
والقلوب صافيه .. وبيضا
والولاد ..
قاعدين يحلموا ببكره وبشمسه السعيده
قاعدين الولاد فوق التخت يتعلموا التاريخ
وبيكتبوا تواريخ كفاح الجد والأهل والأصحاب
هنا حبّوا البشر بعضيهم
هنا خطاويهم
كانت رنه للفجر
كانت شراع للأمل دايمًا خطاويهم
قاعدين الولاد فوق التخت في إيديهم الألوان
بيلوّنوا الأحزان
في طائر الفرحه الحبيس، في أنفاس الحنان
قاعدين الولاد فوق التخت، ألوان
وبيحلموا ف يوم .. يصعدوا القمر
ويلوّنوا الحكايات .. بخُضر الأمنيات
وبيسرحوا
وبيسألوا سؤال بريء: إمتى يفرحوا
يا هلترا لما يكبروا
راح يقدروا يساعدوا أبّهاتهم في المحن
التلامذه ع التخت في "مدرسة بحر البقر"
المدرّس بيشرح والكلام شقيان بيجرح
لاكنُّه في ودان الولاد الصغيرين ..
كلام بيفرح
بكره يا ولاد أكيد ح يتلاقى .. مع الفرحه
وبكره يا ولاد
ح يطلع لُه ريشَه من جناح الحلم
ح نسمع لُه ضحكه .. في ليالي السلم
وبكره يا ولاد
جايلنا من غير حروب .. ضد الشعوب
إنما ..
إلنهارده ..
لازم تفتحوا عيونكو البريئه وتعرفوا مين العدو
خمسه ف خمسه
سته في سته
أربعه .. واربعه
تمانيه وتمانيه
من غير ما اعرفه
من غير ما يعرفني
سدّد إلى سدري رصاصه
ونا دي الوقت باموت ..
باموت .. باموت
والشمس ..
حوالين المدرسه فارده دراعاتها ع الغيطان والبيوت الصغيّره
البيوت اللي أصحابها فقرا بيحلموا ..
بولادهم يكبروا
يدخلوا الجامعه ويكبروا
يطلع محامي منّهم. حامي الغلابه منّهم
واللي يطلع مهندس يهندس
واللي ضابط يحرس أرضهم
والشمس
فجأه الشمس
غرّق وشّها رماد البارود
الطيارات بتضرب
والتلامذه .. الورود
كل تلميذ بجناحاته
بيرفرف وترقص الفرحه ف حلم نِفسُه يكون حياته
يتبعتر الحلم
فوق كراساته
كل تلميذ بيرسم بدمه الأغنيات:
"أنا صغيّر أكون شهيد"
واتهدمت حيطان المدرسه .. واتمددت
جِتَتْ التلامذه ف كراساتهم ع التخت
الحلم الصغير مات
لا كبر ولا فرح ولا اتسلى
مات بلا صلوات بتتصلى
بلا أمهات في آخر نظره تتملَّى وتملِّي عيونها بضناها
بلا أمهات
الكراسات
ماتت على إيديهم وبات السؤال حيران:
مُتّ يا ابني قبل ما تعولني
مُتّ يا ابني قبل ما أعجزّ وتحلم إنت تسندني
هِدِّي زواقك وزينتك يا حبيبتي
حِلِّي شعورك والضفاير
وادبحي حيرتك.
يعدوا فوق ضحكة وليدي
بإيدي أدفع العدوان
ولا أنام على جنبي بأمان
ولا أحس بأن دمي المصري في وريدي
إلا ونا في إيدي السلاح.
يعدوا فوق ضحكتي
ويعفّروا جبهتي
ويمروا فوق جتّتي
لاكن وأبدًا لا ..
ما يعدوا فوق كلمتي
ماتوا التلامذه بصحيح
لكنهم ..
لسه جناحاتهم منديّه بحلم أخضر التفاريح
واقفين هناك
زي الشجر في الريح
زي المزامير في شفايف ضحكتها حرير
ماتوا التلامذه الصغيرين .. الصغننين
أشرف .. مات
حسنين .. مات
ومحمد حمدي وزغلول
الكل انقتلوا من غير صلوات
وافتح كراساتي وارسمك
شجرة ألم
وارسمك دمعي اللي اتحرق
وارسمك ليله صبرها عمري اللي ضايع في كل حاره وكل شارع
وارسمك خندق
وارسمك بندقيه وآخدك في أحضاني
"من غير ما يعرفني
من غير ما يسمعني
من غير ما أعرفه
من غير ما يعرفني
ومن غير ما يفهمني
سدد إلى صدري رصاصه
ونا دي الوقت بموت .. بموت"
وباغني لمصر وبانزف .. من كل جراحي:
"عبد الحكم الجرّاحي"
طالب مصري
قتلوه الإنجليز
فوق كوبري الجيزه
كان طالب
زي أي طالب علم
بيحب يدفن دماغه
بين كتب العلم
بيحب السلام والخضره .. ويحب نظرة حبيبته
وكان بيكره يشوف الدم مرسوم على الأسفلت
أو بين الحيطان الأربعه
وكان بيحلم ببكره
ياخدُه ف مركبُه الخضرا ويلفّ البلاد كلها:
ح يتجوّز حبيبته ف يوم من الأيام
يخلفوا ولاد صغيرين .. يكبروا ويّا أغصان السلام
ولما يفتّحوا عيونهم يلاقوا الأمل أحضان
يلاقوا الحياه بتضمهم بكلام بيعرفهم
يحميهم ما يرفضهم
كلام ما يسرقهم
وزي أي يوم في تاريخنا الطويل
التقى نفسه بجسمه الرقيق النحيل
وسط مظاهره بتهتف
ضد الإنجليز والملك والقصر:
"تحيا مصر .. تحيا مصر"
الدم نازف من وريده
ما وقعش العلم من إيده
ما وقعشي الحلم من إيده وبيكتب
وحياتك يا حبيبتي
وحياتك يا ابني ياللي حلمت تكون لي ف يوم
وحياتك يا أبويا .. يا أمي يا أصحابي، الرايه أهيّ
الرايه حاضنها بإيدي
باكتب للعالم آخر سطر
أنا كنت باحب الناس
وباحب بلادي تفضل ليّا ولاخواتي الناس
زرعها يفضل لنا
قمرها يطلع ع البيوت ونّاس
وأشوف حبيبتي
أشوف وشّها بيرقص على ميّتك يا نيل يا صافي
وأشوف الكل متصافي
جرى اللي جرى يا ناس ما كنت بيه داري
أنا بعد يا ناس .. ما كنت أستر ع العيوب داري
حلفت والله إن نصفني زماني
لاركب جوادي .. وآخد م العِدا تاري
وان خدت تاري
يروح عاري
واعيش عرفان باللي حصل وكمان ..
باللي كان جوّه الزمان مخفي ومدّاري
كانت خطوته .. فجر فوق جبين الليل
كانت بسمته
تحلم تبوس النيل
وكانت نظرته
فرحانه حيرانه سهرانه
زي جرح الليل في حنك مواويل
وكان شامخ
زي ما يعيش الشموخ على دراع النخيل
"محمد المهدي"
كانت بتحلم تحضنه أرضي
طلع الغريب على جبينك يا مصر
قمر ونّاس
لكن يا ناس
"من غير ما يعرفني
من غير ما أعرفه
سدد إلى سدري رصاصه ..
ونا دي الوقت باموت .. باموت"
رجعوا الفرنساويه
رجعوا خطوات للخلف
رجعوا يداروا خوف العسكر
رجعوا يجيبوا ألوف م العسكر
لأجل يقاتلوا تاني "المهدي"
انتصروا ليلتها .. وليلتها قبل ما تطلع شمس النور
انتقموا من أهل دمنهور
ألف وخمسميه م الرجال قتلوهم
حرقوا البلد .. حرقوهم
قتلوا الأطفال .. وبحد السيف، قتلوهم
تركوا الأحلام
زي هلال مخنوق
حتى نسيم العصر يوميها
كان ماشي بيبكي لأهاليها
ما بقاش على جسم دمنهور
غير مانشيتات الحزن
والدم اللي بيرسم طفل الأفراح
يصرخ ويئنّ
بكره والله مِلْكِنا
مهما حصل ..
بكره والله ملكنا
نهارنا وشمسنا .. ومِلكنا
وليلنا وقمرنا .. مِلكنا
غنوا يا أصحابي
سهّروا الأوتار
خلوا غنوتكم تملّي
تصاحب الفرحه وتبقى ..
صديقه للنهار
وافتح كراساتي وارسمك طوابير
وارسمك عروسه ..
في جسمك المسامير
وارسمك صبي متيَّم وبيغني
في الهوى مواويل
وجراح الهوى على شطوط حلمه الفقير
دايب في هواها
بين شباكين حُبّ
يتنسم بهواها
ويشمّه ويتعطّر، يحلم ويّاها بيوم أخضر
شمسه مرفرفه وحره ف سماها
زي العشاق الطيّبين خالص .. خالص
وزي كل عاشق حنيّن .. وطيّب كده .. خالص
بيعرف يحب
ويعرف يخاف خالص
ويعرف يدافع عن حبيبته .. يموت خالص
زي العشاق الطيّبين خالص .. خالص
وعلى شط الكنال .. سقط رجال
أساميهم كتير وأحلامهم كتير
عبد العال مصطفى الفلاح
اللي كان بيحلم يشوف السنابل في غيطه الصغيّر طالعه
من غير ما تشرب دمعَه
وام ابراهيم الست الطيّبه
اللي كانت بتحلم بالرغيف لاسمر المصري
ما تعجنوش دمعَه
أبطال كتير سقطوا وكان منهم ..
"جوّاد حسني"
حداشر يوم في الأسر جوه السجن
حداشر يوم وجرح الأسير بيطنّ
وطنّ من التحدي والصمود
لأجل خوفه ع الوطن
ورغم جرحه كان تملّي يحنّ
يشوف من تاني ضحكة الطرقات ويتطمّن
بيتعكز على جراحه
عسكر فرنسا بتدفعُه
ويطنّ في ودانُه
اسم مصر بيسمعُه
زيّه جريح ..
9 رصاصات م الخلف يا جُبنا
9 رصاصات وِوالله لا سكتنا ولا خوفنا
9 رصاصات من رعبكم منّه
يا موج البحر
خليك حنيّن ع الجدع
لا أهله شافوه .. ولا ح يشوفوه
خلّيه يمرّ ع الشط يتأمل بلاده ..
والبيوت يشوفوه
هنا اتعلم يكون راجل
هنا بلده أهيّ راجل
يا موج البحر
إن خدته ورحت بعيد بعيد
لازم تعلا مع أول خطوه لنهار جديد
وتشيله على كفوفك وتمر مواني الدنيا
وتفرج كل الناس المأساه
صوته بيناديكم
لموا أياديكم
اتجمعوا صفّ .. ورا صفّ
طلّوا علاليكم إسمعوا صوته اللي طالع من قلوبكم
صوته بيناديكم
يا شعوب الأرض يا محتله
يا شعوب الأرض يا منداسه
آدي الكلمه الونّاسه:
ثوروا ف وش المستعمر
كان "جمال الدين الأفغاني"
بيوزع الثقه ف قلبك يا شعبي المناضل
كان يناضل بكلمته لأجل توصلك
وترفع سلاحك يا شعبي البسيط .. وتناضل
وكانت يا شعبي حكمتك
دايمًا بتعلا وتعلا ويّا أحلامك
لما كنت تعرف إيه وراك .. وإيه قدامك
في اللحظه ديّا وبس
كنت إنت الشعب
عشت إنت الشعب
وَهُو لسّه ماشي في الطريق
أخضر كما العيدان
أسمر بلون القمح
حبيبي
زي نسر جريح
محلاك يا شعب يا قدار
عارف محنتك ..
راح تنتهي بنهار
عارف .. وعارف .. وعارف
لما بتعتمد على نفسك
بشوف يدّك
يشوف الجميع يدّك
سلاح .. وسنبله .. ونهار
تبني .. تحارب
تزرع .. تحارب
مِدِّي خطاكي
يا ام الجبين مِتْهان
والعيون اللي خايفه على الإنسان
مدي خطاكي
دوسي على الأحزان
"سليمان الحلبي" ما ماتشي
وما عادشي
قدام الشعب المصري
غير إنه عيونه السهرانه .. الحيرانه
تصحى ما تنامشي
وتفتّح للجايات ما تنامشي
"سليمان الحلبي" ما ماتشي
إفرضوا الضرايب بزياده
إرفعوا راية الإباده
إنهبوا دُور العباده
وف يوم أربعتاشر شهر يونيه
سنة ألف وتمنميه
ابتسمت وسط حزن الناس
نسمة الحريه
تعالي يا حبيبتي ياللي سانداني
الروح في جسمي .. وانتي لم عارفاني
تعالى يا حبيبي ياللي ساندني
غيرك مفيش .. ولا حد عارفني
"من غير ما أعرفه
من غير ما يعرفني
سدد إلى سدري رصاصه
ونا دي الوقت باموت .. باموت"
والأمل ماشي يتطوّح على الطرقات ضرير
مين يمسكه من إيدُه
مين لنا يعيدُه
ويخطِّي بيه للنور
دي الوقت باتأمل حبيبتي وهيّا صاحيه في الليالي
ويّاها في ليالي الأسر
ويّاها ف ليالي الصبر
لما تكون عنيده وفوق كتافها الأمل متاريس
وبين دفا أحضانها
إلمقاتل .. عريس
وبسمتها مدفع
وضحكتها موزّعه كل الثقه والحب في قلوب الغيطان والناس
قُرى الصعيد كلها بتنفض ضلها الصامت
البيوت الصغيّره وضلها الصامت
البيوت اللي مصنوعه كلها من الطين والقش والجريد
طالعه تنتفض
في إيديها صرخة النبابيت
المنيا .. بني عدي .. وطهطا وسوهاج والصوامعه
جرجا وسمهود وقنا وأبو مناع وقفط وأبنود وأسوان
الكل هبّ يقاوم
صعايده بنزرع أرضنا بعرقنا
نضحك مع السواقي السهارى
نبكي مع السواقي الحيارى
ويحضن ضلنا ضل النخيل
ونشرب أمل بكره من كفوف النيل
فرحتنا صغيّره .. لكنها ..
وسط الليالي الضلمه بتونّس رعشة القناديل
أهجروا الغطيان واطلعوا ع الجسر
يا أهل القرى يا فلاحين
الفرنسيس .. جايين
ما بيسيبوناش نعيش في سلام
نبني ونعمّر
ويهفف على ديارنا نسيم العصر فوق كتف النخيل
مستحيل
يضحك لنا السلام وفوق عيون الحلم الأخضر
قدم الدخيل
مارس 69
بحر الكنال، والموجه بتحيّي الرجال
بحر الكنال
دبّت على شطه الحياه .. والأمل فارد دراعه
بحر الكنال .. لم دمّع
ولا رملَه واحده فوق شطوطه
كانت بتتوجع
والموجه .. نِفسها كانت تبقى مدفع
واتمنَّى الشجر المحروق
يبقى بني آدمين
ويحارب ويّا المصريين
روحك يا "رياض" رفرفت زي الحمام الأبيض
طِلعت للعلا تزغرد بغنوة تضحيه
لاجل الوطن يفضل جبين أبيض
لا يعرفه رماد البارود ولا يجرحه ..
ليل ألم إسود
روحُه رفرفت للعلا فوق .. وفوق، زي الحمام لابيض
ودراعاته الخضره بتسلّم سلام جدعان على صحابه الجنود
إحنا ناس بنحب الأمان
لكن لو عدو جالنا
يبقى إيه قيمة الأمان
إحنا دايمًا ..
ضد البكا والدموع
ولما بنموت
بتفضل بين عيونّا ..
خُضرة الربيع
شدّ الحزام على بطونك يا شعبي وللأمل ..
إفرد .. وإفرد في القلوع
ناس أكيد ما عرفوش طعم الفرح
لكنهم عرفم أكيد طعم العرق .. والشقا والتعب
وعشان كده
طالعين كما بركان غضب
لاجل قمحتهم وقطنهم
يفضل لهم
شمس ودهب
.. وهجر الفلاحين بيوتهم السمرا الصغيّره
هجروا السواقي والغيطان
تركوا زرعهم وقمحهم
وكيران الدره والقصب
طلعوا بالنبال والنار
نبضهم غضب
في دمهم غضب.
ناس بيصافحوا بكره ويقولوله:
أرضنا لنا
زرعنا .. لنا
نبض مصر واسمها
أخضر وباقي ف دمّنا
مفيش حتّه ف أرض الصعيد .. إلا وكانت ضحّت
بالزرع .. بالأولاد
بالحلم البسيط والفرحه .. وضحّت
المآذن العاليه ما عرفتشي السلام
طاطت تحارب مع الناس الطيّبين .. برضه وضحّت
في الليل كان النخل المحروق واقف شاهد
وكانت البيوت الصغيّره بأحلامها مهدوده
وكانت الغيطان اللي الحياه فيها مولوده
كان زرعها محروق وواقف شاهد
وكانت الشوارع فاضيه
لكن جتت الفلاحين الشهدا
كانت هيّا شوارع تانيه
"شباس عمير"
سكانها فلاحين طيّبين فقرا
لكنهم زرع أخضر وطالع يعافر ..
وسط صبر صبّار زمان
ما يعرفوش .. إيه معنى بكره
غير إنه جُوع
وإنّه لما بيئنوا ما يلاقوا الأمان
وما يعرفوش غير الحنان
يوزعوه على بعضهم
يطرح عليهم كلهم
كلمة حنان .. زي الأدان
ح يتحرك عسكر الفرنسيس
لا بد من إقامة المتاريس
يا فلاحين "شباس عمير"
لما يوصلوا لينا
ح يفتحوا عيون البنادق علينا.
الفلاحين الطيّبين .. الصابرين
اللي زي السنبله العطشانه على مر السنين
الفلاحين
خلف أبراج الحمام
أخذوا أماكنهم واستنوا العسكر ييجوا
الحمام وقتها ..
كان بيبلريقه
ملهوف ومتخوّف
هايم وخايف ونفسُه بس يعرف
إيه الحكايه؟!
"مينو" بحملته جايه من رشيد
دمّه بيغلي ومتعافي
يا حبيبتي لا تخافي
لكن وقتها
السلام ودّع القريه وصحابها
والخيول جايه بتصهلل وفوقها الفرنسيس
.. ويومها ..
ولا متراس
إلا وكان .. من دراع الفلاحين
اتحرقت وانداست أجسام
لكن مصر الأحلام
مصر الغيطان والسلام
كانت بتخرج كل صبح
شايله السلاح في الإيد ..
والإيد التانيه بتروي الزرع
بارسمك في كراساتي
بارسمك آهاتي
ولحظة التعذيب .. وفرحة الجايات في أغنياتي
ولحظة صمت بتغني وأحميكي
وأغنيكي في الأحلام .. وصلواتي
وأرسمك ..
في كراساتي
في كل مكان
في كل مكان
في كل زمان
فُقرا العالم .. سكّانُه
رفعوا صرختهم ضدّ حروب العدوان
في بلاد العالم
غنّوا الناس
غنوا ياما أغاني سلام
غنوا للطفل
وللأم .. وللأب
لاجل يعيش الكل ف حضن الأحلام
لاجل الحلم الأخضر .. يفضل أخضر في أحضان الناس
إيه العمل ..؟!
لا بد من مشوار .. يقطعه الثوار
ويجيبوا الأمل
إيه حصل ..؟!
لا هو سبع شرقاوي ولا في الغناوي غنيوه ..
ولا حكايه حزينه في القهاوي ..
إنما هي باقيه هناك:
"بولاق"
20 مارس سنة ألف وتمنميّه
مصر من تحت الحراب ومن تحت المداس
طالعه جريحه بتصلي
كانت جراحها ..
هيّا الإمام للناس
مُستعمَرين مانعيشِّي
متعذّبين مانعيشِّي
متسلسلين مانعيش
ومايعيشِّي فوق وشِّي
أنا المصري يا مصر
غير بسمتك في المسا والعصر
يا مصر ..
هشِّي الجراح هشي
قاهرة الحق بتحلم بالحق سلاح
صِحْيت بتحلم حضنها يبقى البراح
وتلم فيه المقهورين
الشعب قال موجود
في كل هبّه باعود
في كل صعبه بفوت
وأموت
أموت
أموت
يفضل تاريخي صمود
يفضل تاريخي صمود
يطرح صمودي وجود
عاش كل الناس .. بيحاربوا
مات كل الناس .. بيحاربوا
اتهدّمت شوارع، واتفنت حارات
والقاهره صاحيه جراحها ..
والأمل عمره ما مات
أنا مصر يا ولادي .. أنا جرح في عيالكو
أنا مصر إدّيتكو
أنا مصر جرحوني
أنا مصر وسابوني
أنا مصر إحموني
يا دهر مالك عليّا بالأسى عاتماه
صبّحتني أبكي ودمعي ع الخدود .. عاتماه
وزاد الهنا مُرّ .. بعد ما حلي لِمِن .. بقى عتماه
صَبَحْت أبكي ونا زندي اليمين قايد
عجبي على ناس دايمًا شمعهم قايد
صبحُم غلابه والديار فرحها .. عاتماه
لا بد من الثوره ..
الثوره على عسكر بونابرت
نزرع خطوتنا، تطرح نبته في غيطان الثوره
مخبيه إيه يا أيامنا الحزينه في الجايات
مخبيه إيه في كل كلمه .. من الحكايات
مخبيه ضحكة الحريه
في أكبر شيوخ البلد مقامات
الشيخ "السادات"
خَدوه من غير مداس
عريان القدم والراس
بيلفوا شوارع مصر المنسيه
إبنه الوحيد مات
خرج يمشي ف جنازته وحيد
خرج يمشي تحت فوهات البنادق
عاشق ترابك يا مصر
إيدُه في الحديد
في محنته صامد
وشمس العمر ماشيه زي مركب في وسط البحر متغرّب
وادي المحبّ والعاشق في حضن حبيبته متغرّب
حطّموا قدم الدخيل
نوّروا في عتمة الليل الطويل
شمسة الحريّه
يا ثوار ..
أخرجوا من كل دار
يطلع ضلكم شايل على كتافُه النهار
لاجل تتحرّر مصرنا
ونمسح الدمعه الحزينه
عن أرضنا
وتقعد الفرحه تحت ضليلة أمان
وجوّه ..
كل دار
زي أي طفل
كان بيقعد يسمع لابُوه كان يحكي
ويتشعلق على جناح شفايفه وهيّا بتقول الحكاوي
ويتمرجح ويفرح .. ويبكي
وتمر السنين
ويكبر "جلال الدسوقي" ويبحُر في السنين
ويشوف عروسته
سودا العيون، ضيّ الجبين مكتوب عليه حريّه
خضرا الهدوم، قلبك يدوم شايل الحريّه
زي العروسه وسط أولادك
محلاكي البيوت والناس سوا حاضناكي
محلاكي يللي ماشيه وعارفه مشوارك
وف 29 من أكتوبر 56
كتف مصر .. ما انحناشي
دماغها كان لفوق لفوق .. ما انحناشي
ولا خوفناشي
آدي الطيارات
راجعه تنتقم
"جلال الدسوقي" وزوارقُه متحاصرين
الطيارات فوقهم والقنابل
لاكنّه بيدافع
رفض يترك مكانه
هنا ميدانه
ولآخر طلقه
ما تركشي مكانه
ولآخر نظره لبلاده وهوه بيدافع عنها ..
ما تركشي مكانه
ولآخر بسمه بيشوفها في شفايف أولاده ..
ما تركشي مكانه
يا بحر يا كبير .. يا كبير أوي
خلّي قلبك كبير .. كبير أوي
حُضنك حنان .. ضُمّ الشهيد، أوي
كان أهله بيحبّوه .. أوي .. أوي
وبكره الولاد اللي طالعين مزهزهين الجبين
ح يحبوه أوي
دا لآخر لحظه
ما تركشي ميدانه
ولآخر طلقه ..
ما تركشي مكانه
كان بيضحي وشايل مصر
شايل مصر ف أحضانه
"من غير ما أعرفه
من غير ما يعرفني
سدد إلى سدري رصاصه
ونا دي الوقت باموت .. باموت"
وكان صغيّر .. صغيّر .. صغيّر
وِنْ كان رسام .. ح يرسمه
ح يرسمه صغيّر
زي ورده مفتحه تحت قرص الشمس .. وصغيّر
زي لعبه الصغيّره
زي أحلامه .. صغيّر
الولد مصري وكان أبوه .. مصري
وشهم زي ناس الصعيد .. وناس بحري
عيونه صافيه .. وصافيه
زي صُبح أخضر غيطاني، ع الغيطان صافيه
ودراعه مجدافين صغيّرين في بحر الحلم
ضحكته .. زي الهلال
بسمته .. زي السلام
جبهته .. عاليه وعاليه .. زي الرجال الأوفياء
كان شاف "نبيل منصور" علم تاني .. غير علم بلاده
مرفوع على هامة بلاده
وشاف الموجه محتاره .. في بحر مش رايق
وشاف ناس حُمر الوشوش
في إيديهم بنادق
ناس مكشّرين متحفّزين للقتل والتخريب
وشاف قرايبُه الكبار .. إبن عمه .. وابن خاله
كلهم قالوا:
لا بد الأرض
ما تنام حزينه
والجميع اتدربوا لحمل السلاح
واتطوعوا ف فرق المقاومه
لكن "نبيل منصور" الصغيّر
اللي بسمته زي إشراقة صباح .. صغيّر
وكان على شيل الجراح .. برضه صغيّر
ع المقاومه وعلى حمل السلاح .. صغيّر
قعد سارح .. نظرته شارده
حطّ راسُه بين كتابه وقعد سارح
تاريخ إيه اللي راح يتعلّمه النهارده
وناس إيه اللي ح يعرفهم النهارده
لا بد ناس تانيه يعرفهم ح يملوا المطارح
ناس يتولدوا النهارده
يتولدوا الشبان الفدائيين
مفيش غير إنّي أهجر ابتسامتي
وكتبي .. وكراستي
وأحلامي وضحكتي
واندهش القائد
كان النايم ع الأرض
طفل صغنّون
وبريء البسمه
وشجاع البسمه وأخضر زي عيدان الورد
سقط شهيد
شهيد صغيّر في جسمُه
لكن ح يفضل كبير في اسمُه
ما نعرفهوشي
ما يعرفناشي
حبل الكلام ما يربطناشي
لكن مشينا كتير سوا
وحلمنا كتير سوا
حلم واحد سوا
من غير ما نتقابل سوا
سألته ماتكلمشي
يعرف .. وماتكلمشي
سألته .. ما تندّمشي
خرج الراجل
اللي ما عرفتش في يوم اسمه
ماشوفتش في يوم رسمه
خرج على كتافه مدفعه
في وسط الضجّه والهيصه
بيشوف حياته رخيصه
بيقدمها ف رضا عاشق حنيّن للبشر
لاجل تفضل شمسنا طالّه .. وطالعه
لاجل تفضل أرضنا
عايشه وزارعه
ولاجل تفضل عيونّا مفتّحه ع الأمل
ومهما بينقتل .. ورغم اللي انقتل
طالع أمل
لاكنُّه .. ودّعنا
ورسمنا بدموعنا أحزان أفراحنا
لأ .. ما ودّعناش
في الساحات
في الطرقات
ماشي معانا
جاي معانا
في الجايات
ماشي بيحلم ويّانا بمستقبل ما بيعرف يشرب
دمع الأحزان
عاش الإنسان
في صوت الممكن
في الخنادق
تحت الرصاص
في الخيام
في حلمه ببكره
في أمله في السلام
في حيرة السواقي
في آهة النايات
في الأمل اللي حالف ينوّر في يوم النصر
حزن المانشيتات
لمّا تشوف في يوم أرضك الإنسانه حيرانه
وفوق السنابل
تشوف الشمس زعلانه
والعيون محتاره
وهيّا اللي صاحيه على الطرقات ودوّاره
ماشيه بتصرخ
المقاومه
لازم تمد إيديك وتقول: يا بلدي
يا أبناء الوطن الواحد
المقاومه
هرب "النديم" واتغرّب
وكل ما يقرّب حنينه لمصر يقرّب
تسع سنين في الغربه، وبيحلم
بمصر الثوره ومصر النايمه ما بتحلم
شايل على كتافُه هموم الجيل ومتعذّب
لكنه عمره ما اتألم
من غير ما أعرفه
من غير ما يعرفني
سدد إلى سدري رصاصه
ونا دي الوقت باموت
باموت .. باموت
لقيوه قتيل
اسم قريته "بشتيل"
والاسم ..
"مصطفى البشتيلي"
زي الأدان في ساعة المغرب
يلمّ الناس يجمّعهم
يضُمّ الناس يقرّبهم
من كل دار
طالع نهار بيقاوم
من كل زاويه
الثوره جايه .. والكفاح دايم
لكن ..
واحد م الخونَه اتطوّع
خان العهد وراح بلّغ
إزاي الشيخ "البشتيلي"
بيخبِّي سلاح الثوار في قُدُور الزيت
مرّت تلات تيّام
زي ابتسامه في حنك أيتام
.. وبيقتلوه بإيدين صحابُه
قتلوا صوت المعارضه
يقتلوه وهما أسرى تحت أكتاف البنادق
لاجل يفضل عبره ليهم
كان لازم إيديكم تخجل من قتله
هوه الواحد يقدر ينسى ف يوم أهله؟!
يقدر ..
يقدر بس الخونه
يقدر بس الخاين
يقدر يقتل أهلُه
"أحمد عبد العزيز" باقي ولسه ما ماتشي
جاي من وسط الليالي يقول يا ناس إصحوا
آه يا ليلي .. آه يا ريت
مصر الشباب ما تنساني
مصر العذاب
مصر الأمل ما تنساني
ومصر المقاومه المداومه ع النضال ما تنساني
آدي أرضك يا حتّه من نبضنا .. يا فلسطين
الحزن على الطرقات
مجروحه في الحكايات
في ايديكي أساور ألغام
في جبينك رسموا الأيتام
في عنيكي دبلت لِيَّام
ويا عيني يا فلسطين
الأوّله مش آه .. لكنها رصاصه
والتانيه مش آه .. لكنها صرخه ونّاسه
والتالته مش ىه
لكن اللي رآه .. دوّب في قلبه الآه
والرابعه مش آه .. لكن اللي هواه، خلاّه يدوس الآه
زي الأمل ماشيين لافنديه
زي الغيطان صاحيين الفلاّحين
وعلى الطرقات بتفوقي يا حريّه
وبتمشي مع الملايين
ملايين جداد بيتولدوا .. مع الملايين
وعلى الطرقات بيتوجدوا .. كمان ملايين
وبعيون السنابل وبالخضره .. وبعيون النهار
بيرسموا المشاوير
بنبض الوفا بإيمانهم
بكل الوفا لبلادهم
وتضحياتهم
وبالإصرار
لكن يا مصر
يا نسمه محتاره
يا دمعه محتاره
يا ثوره دوّاره
آدي الأماره
شوفي الشراره في كل شارع وحاره
كل يوم يتولد "عبد الله النديم" جديد
م البحيره .. للصعيد
وتنطفي دمعه وف كل جامعه .. يتولد تاني "النديم"
تحزن بيوت على اللي راح
يطرح على بيوتنا الصباح
ويتولد تاني
حلمنا وحقُّه يتوجد ومباح
يتولد تاني "النديم"
"محمد كامل" مأمور بندر أسيوط
شاف نفسه في الشبان الثايرين
شاف مصر وأولاده وأرضُه وشاف
الناس البُسَطا الصابرين ع الألم وبيحلموا بصباح
فتح لهم ..
مخازن السلاح
المصري "محمد كامل" مأمور بندر أسيوط
خالف كل التعليمات
والتهمه التانيه عليه
تشجيع الثورات
ويا ناس ..
حكمت المحكمه على "محمد كامل" بالإعدام
رافض تتغطى عنيه
لاجلن لمّا يموت
تفضل آخر صوره يشوفها ..
مصر الأم
وفي يونيه .. سنة ألف وتمنميه وتسعتاشر
كان الشاب الأسمر
المرسوم باللون البُنّي والأزرق ع الأحجار
كان الفرعون المصري
تاجُه بيسقط في الدلتا
كان المأمور
الأب لأولادُه الخمسه
ما قدرش يودّعهم حتّى
بينادي الفراغ والصمت
بينادي طوابير الإصرار المزروع في الشارع
إصحي يالعروسه
تُوب الصمود على جسمك
وسط الرصاص .. توب الصمود لايق
إصحي يالعروسه ياللي مهرك عُمر أبنائك
فجأه
اتحوّل موج البحر الهامس همس
اتحوّل لكفوف
عايزه تحوش النار عن "شدوان"
أنا دي الوقت يا أمي
معروف الجنسيه .. والإسم
مجهول العنوان
باشيل قلبي الصغيّر على إيديّا
وألف بيه في كل مينا
ومن مدينه لمدينه تانيه
واحلم معاكي بفرحه جايه
واحلم معاكي بلحظه جايه
لحظه ..
تكون فيها الحياه .. أكتر أمان
يكون فيها السلام .. على كتافُه الحنان
يكون الأمل جسر أفراح
يمشي من فوقُه البشر بلا أحزان
"حسني حمّاد" الشهيد لاخضر الزند
اللي سقط زي الزتون لاخضر على كتاف البارود
سقط في الشرد والصهد .. والبرد
اللي ركع يصلِّي .. بدمُّه فوق جبين الأرض
قدر يوصل للرجال .. مدد السلاح
رغم الإصابه .. ورغم دمه اللي نازف م الجراح
رغم لنشه المصاب
ورغم ليل قاسي .. عنيد
كانت بسمته زي الصباح
بيروح كتير شُهدا
وحزن كتير .. كتير عدَّى
وفرح كتير .. قليل عدَّى
ومصر في الأحلام ما هاجرتشي
ومصر في الأيام ما هربتشي
إصحى يا صوت الشهيد وانضمّ
انضمّ لينا، انضمّ
واحمل سلاحك من جديد .. وانضمّ
لا بد تاني الحلم ..
يكبر فوق صباحنا من جديد
آه يا ابني يا حبيبي
لاجل افتكرك وما احزنشي وافرح
أشوف ولادي رافعين دراعهم
بيسلِّموا على بكره .. وبكره أكيد بتاعهم
بس برضه .. برضه لازم
يفضلوا رافعين سلاحهم
بورسعيد
يومها اترسم .. بين عيونها العيد
لما يتحوّل لميتم
كان هنا بيت وأسره
وأب بيحب أولاده
وكان هنا مركب وصيّاد
وحبيب وحبيبته .. بيتلاقوا
كان هنا سوق الخضار
كان هنا فيه عَمار
كان هنا شجر بيضحك بأزهاره وأوراقه
و هنا كان ..
فقير الجسم يا صاحبي ..
لاكن غني الروح
آخد الرصاصه ف صدري .. وأنزف .. وأصمد بالجروح
أصْحَى من تاني وباصْحَى جديد الروح
"مصطفى راجح"
الطالب بمدرسة التجاره ف بورسعيد
اللي اتحوّل لفدائي
ولآخر لحظه استشهد .. ووفا
التلميذ الصغيّر مصطفى
ما كانشي من مواليد شارع نضيف
إنما ..
كان بيفهم في الوفا
أول رصاصه لاجل صحابي اللي ماتوا
تاني رصاصه لاجل مَيّة بحرنا وموجها يعيش طاهر
تالت رصاصه تفضل جبهتي زي العلم مرفوعه
لاكن
جوّه بيوت الناس
كان الناس حسبُوها
بنسالم .. يقتلونا
نتكلم .. نسكت
برضه .. بيقتلونا
مزّقوا الشَبك يا صيادين
يا أهل دمياط
إجمعوا السفن
هذا الزمن
لا بدّ من رجّاله
ح يعدّوا بيه م المحن
ورا "حسن طوبار" يا رجّاله
الكتف جنب الكتف
والإيد ف حضن الإيد
إتجمعوا يا صيادين
جهّزوا المراكب
وارفعوا الأسلحه
قدّامكو الفرنسيين
إن بات نهارك في قلبك حبيس
إن بات نهارك تنهشه قدم الدخيل
لا الديار ترتاح
ولا الضمير يرتاح
ولا مستقبلك يشوف سكته خضرا .. أو براح
زي ما بتحضنوا السنبله
أحضنوا الأسلحه
واكتبوا كلمة وفا .. للأرض الطيّبه
وانتي كمان يا أمنا
خليكي حاضنه الأسلحه
غريبه
غريبه ومش غريبه
ما سلّمناش على بعض ف يوم بالإيد
ما هو احنا في المدينه
بنروّح سوا .. وبنرجع سوا .. وبنشتغل سوا
أتوبيس وسط الزحام سوا
أو اتقابلنا
في لمة أمهات خارجين يشتروا للولاد
جلاليب العيد
كُلّه للتفتيش يستعدّ
أم صابر ..
فلاّحه بسيط
وشّها زي رغيف الدره
تقاسيم وشّها .. إيه يا هلترى
مافيهش أي هموم
إنما محفور عليه
كف الليالي
والقمر لما يحلم .. ولما بتعاكسُه أحيانًا غيوم
كُلّه للتفتيش يستعدّ ؟!
أنا "أم صابر"
لا اتعلّمت ف كتب التاريخ
ولا باعرف كمان تواريخ
ولا باعرف أمسك قلم
إنما دي الوقت حسّيت، عرفت
إنِّي أنا يا بلادي دراعك
وابتسامتك والعلم
إفتكر الجدع صحابُه وأحبابُه
وأهله وخلاّنُه
والوطن في محنتُه .. وعذابُه
واللي في الكفاح
شَيِّبُوا شعر الزمن ولا شابوا
ومرت الأيام قُدام خيالُه
لحظات قتالُه للدخيل نضالُه
واستمرّت لحظه واحده .. لحظه واحده .. في خيالُه
مراتُه
ولادُه
بلادُه
الأمل
الأوّله مين .. أنا قلت مش هوّه
هوّه سلاحي وبسّ .. هوّه دا القوه
هوه اللي بيه أحضنك يا حبيبتي وأحميكي
وأعملك حجاب ع القلب من برّه .. ومن جوّه
الطيّار "أحمد عصمت"
الأب لولاد تلاته
قتل القائد الإنجليزي
كانت كرامتُه ف كفُّه
وكانت روحه فوق كفُّه
بعد ما مات بتفتّشوه
بتفتّشوه من بعد ما مات
حتى وهوّه في إيد الموت خايفين منُّه
بيطاطوا عليه وسلاحهم في إيديهم
مفرود الجناحات
ونزلت "أم صابر":
ليه البنادق في وشِّي
ليه ضلّكم إسود على رمشي
أم صابر .. أم مصريه
لا عرفت الحرير لابيض ولا ..
لبست في ليله .. طرحه ورديّه
لكن على شالها الحزين لاسمر
كانت بترقص .. نسمة الحريه
كله بيخضع للتفتيش ؟!
إيديكم يا مصريين لفوق .. لفوق
ليه البنادق في وشِّي
ليه ضلّكم إسود على رمشي
سدِّد مدفعُه الرشَّاش على سدرها
وف ثانيه كان الرصاص جوّه سدرها
اتبعترت ع الرمل كلمة أحبك
أحبك يا مصر يا بسيطه
من غير ما أعرفه
من غير ما يعرفني
سدِّد إلى سدري رصاصه
ونا دي الوقت باموت
باموت .. باموت
في صباه .. وهو صغيّر
كان بيشتغل بقّال .. في دكان صغيّر
وكان في الأماسي .. يروح ع البحر يتمشَّى
يشوف النسمه غندوره .. ويتمشى
تُبحر عينيه مع البحر والأساطير
ورجفة المشاوير
في رقصة المزامير
وحكايات السندباد
"محمد كريم"
اللي راكب على جناح الليالي المعتمه
حصانُه ضحكة الحريه
ولجامه كلمة خير .. لكل القوم
أصبح حاكم م اليوم
ع الاسكندريه
وهجر عيونه النوم
ما هو من الشعب طالع
راجل فقير .. طالع
أخضر القلب
أخضر الكف وبسمتُه فارشه الأمل في كل حاره وشارع
بيحلم يكون حاكم كريم عادل
يوزّع اللقمه على الفلاح والعامل
التاريخ ..
ألف وسبعميّه .. تسعه وتمانين
الإنجليز جايين
إوعوا تصدَّقُوا
أهيَّ ..
عيونهم زي فوهات البنادق
المقاومه
المقاومه ياهل اسكندريه
إرفعوا كتافكم ع الرصاص والمشانق
انضمُّوا يا عرب البحيره ..
يا أهل رشيد
افرشوا الطرقات بخطوتكم المتأكِّده
قاتلوا في كل شبر
ماتوا .. ف كل شبر
كانت كفوفهم وهمّا مش صاحيين
صاحيه .. زي شمس العصر
واضحه تمام
ناس بيحبوا السلام والحرب
كانت شفايفهم مرسومه فوقيها
ضحكة أم
الورود في إيديها
أحزانها
أفراحها
والحديد في إيديها
مرسومه دايمًا يا حبيبتي
لما تفرحي
ولما تحزني
ولما ترفعي كتفك زي برج، ويحطّ فوق منُّه الحمام
محكمه ..
لأ .. ولأ .. ولأ
يعدُّوا فوق ضحكتُه
يدوسوا .. فوق فرحتُه
يضربوا بالرصاص يا ناس، جبهتُه
ممكن .. ولكن لا ..
ما يعدُّوا فوق كلمتُه
إطلقوا الرصاص
وتبحر عنين "محمد كريم" في وسط الناس والمدينه
ويعيش في كل حاجه فكَّرُوا فيها
في كل حاجه
ح يفكروا من تاني فيها
اليوم .. وبكره
قبل ما تطلع شمس بكره
و .. ح يكونوا في الساحات
وبنبض الأمل بيقاوموا بسلاحهم
بكل شيء حبُّوه .. بأفراحهم
البنت .. جانب أمها
والإبن جنب أبوه
ماشيين
أنا وانتي
زي الولد .. والبنت
عشاق .. أنا .. وانتي
زي الصحاب
اللي التقوا بعد رحلات اغتراب ورحلات العذاب
بنحب بعضنا .. أيوه
وننفض صبرنا .. مره .. وألف مره
بنأكد حبنا .. ما نقولش آه
البنت جنب أمها
والإبن جنب أبوه
.. وافتح كراساتي وارسمك
شارع بينبض بالوفا
وارسمك من جديد
حروف إسمك الجديد
الحروف اللي اختفت
والنبض اللي اختفى
والرجال اللي اختفوا
في قلب شارع .. بينبض بالوفا
بافتح كراساتي وبارسمك
مشوار حزين الخطوه والإيقاع
وارسمك شراع
نبحر سوا
ندوّر ليالي في الليالي
عن كل شيء من حضننا .. كان اتسرق أو ضاع
وارسمك نهار
زي النهارده
زي النهارده
غيمه ف سما القاهره
كانت حزينه وشارده
زي النهارده
قطفت إيدين الغدر من حنك البطل "حجاج الخضري" بسمتُه وكانت
فوق شفايفه زي فرحة شوق .. وكانت زي ورده
زي النهارده
كان النهارده
بكْيت الأوتار على صدور الديار
وما كانشي ..
قدّام الشعب المصري، غير إنه يقاوم ويناضل ما نخافشي
لاكن يا ناس ..
من غير ما أعرفه
من غير ما يعرفني
سدِّد إلى سدري رصاصه
ونا دي الوقت باموت
باموت .. باموت
كان "حجاج الخضري"
شيخ الخضريّه ف مصر
جَمَع الناس .. فرْد وعِيلَه
حوالين معنى الحريه
.. وزي النهارده
غيمه ف سما القاهره
كانت حزينه وشارده
يوم ما اتشنق "حجاج"
.. وافتح كراساتي وارسمك
مدنه .. وعمل .. وأمل،
على مرّ السنين عطشان
وادفت الآهه في صدري، وازرعك زرعة مقاومه
والفجر بيحالفك
والصبح بيصاحبك
وف روح الشهيد قايمه
وف نبضنا دايمه
دايمه .. ودايمه المقاومه
تسلمي يا دراعات الرجّاله
في عزّ النهار والأيّاله
برشاشك
بفاسك
بخنجرك
دايره .. ع العدو قتّاله
وتسلمي يا دراعات الرجّاله
تسلمي
مرسومه دايمًا يا حبيبتي
مرسومه لما تفرحي
مرسومه .. لما تحزني
ولما ترفعي كتافك زي برج .. ويحط فوق منّه الحمام
في كل صفحه من تاريخ الزمن
طيّبين الفلاحين
لاكن كتير عدوّا المحن
وقفوا في الغيطان متسلّحين
بيزرعوا القمح والخضره والدره والسنابل بإيد
وبيهزموا الجايين والطامعين المستعمرين بإيد
25 يونيه 1906
محكمه
ونادوا على 50 إسم بالتمام
وكانت الأحكام
مؤبده .. وكانت ..
رافضه تمام .. صوت السلام
بافتح كراساتي وبارسمك "دنشواي"
وحزن متسطّر ع الجبين
وعلم بيسقط م الإيدين
وألم بيكبر في السنين
بافتح كراساتي وبارسمك
يتيمة المنشأ ..
والأم والأب
فرعونية التقاطيع
يتيمه
.. تتسوّلي من الجميع الحق
وبين جناح الحلق
بتموت صرختك زيّك يتيمه
من غير ما يعرفني
من غير ما أعرفه
سدِّد إلى سدري رصاصه
ونا دي الوقت باموت
باموت .. باموت
إعدام
"علي حسن علي"
و"الشيخ يوسف حسين سليم"
و"السيّد عيسى سالم" و"محمد درويش زهران"
الحمام لابيض بيبكي وينوّح
جناحُه بالتعب متجرّح
حالف يموت في الفضا فوق المشانق
إللي راح يشنقوا فوقها الفلاحين
ولا إنّه بالأحزان ..
يمشي كده .. ويروّح
وف سوق القريه اللي بات ليلتها حزين
كانت ابتسامة "زهران" بتودّع كل شيء
بتودّع بناته الصغيّرين
وتودّع مراته
وصحابه المجلودين المجروحين .. الصابرين
.. وادي الشيخ "علي حسن علي"
بيطُلّ للأهل ويودّع
الستات على الأسطح حزينه
بالطرح الحزينه والشفايف الدبلانه، بتودّع
وادي عيون الصبي
"إبراهيم سليم"
بتتقابل مع عِنين جِدُّه
"الشيخ يوسف حسين سليم"
ضليلة عنيهم
بتقابل كلام عنيهم
من غير دموع
فلاحين فقرا .. صحيح
لكن ما بيعرفوش يشربوا، رغم ليل الحزن، من بحر الدموع
ضحكتنا زي الموج .. صافيه وبريئه
كلمتنا وسط الرصاص ..
دايمًا حقيقه
فرحتنا وسط الحزن ما تنامشي
بتفضل صاحيه ما تنامشي
ماهيش خايفه .. إنما
دايمًا .. ودايمًا جريئه
زي الأمل .. ماشيين لافنديه
زي الغيطان صاحيين الفلاحين
وعلى الطرقات بتفوقي يا حريه
وبتمشي مع الملايين
ملايين جُداد بيتولدوا ..
مع الملايين
وعلى الطرقات بيتواجدوا
كمان ملايين
وبعود السنابل وبالخضره .. وبعيون النهار
بيرسموا المشاوير
بنبض الوفا بإيمانهم
بكل الوفا لبلادهم
بتضحياتهم ..
وبالإصرار
من غير ما يعرفني
من غير ما أعرفه
سدِّد إلى سدري رصاصه
ونا دي الوقت باموت
باموت .. باموت
النيل على يميني
النيل على شمالي
والتاريخ جوّه البيوت
بيلعب الكومي
ويمارس الحب
من غير مزاج التاريخ جوّه البيوت
متعلّق على الجدران
متصوّر ورا البراويز
وف ركن مهجور م البشر
العساكر لانجليز
رافعين البنادق
العساكر الفرنساويه
رافعين البنادق
العدو فوق الخيول
رافعين السيوف
رافعين البنادق
النيل على يميني
النيل على شمالي
باصرخ باستغيث
بلاقي النيل بيعرفني
يواسيني ..
يطمّني
يداويني ..
يفرّحني
على ضفّتك يا نيل
مشيوا .. كتير ناس
ومن ميّتك يا نيل
شربوا .. كتير ناس
وناس راحوا .. مع ناس
وناس .. جُم .. ودّعوا ناس
وانت اللي باقي كما الأب الحنيّن
زي فرسان اللقا .. وشجاع
لا بتودّع ف حدّ
ولا بتعرف في الوداع
بارسم في كراستي
بارسم ابتسامتي
وأبرْوِز ابتسامتي الشايبه .. في كراستي
باعدمها ف ليالي الأنسِ
باهرب في الزمن المنسي
باهرب وف سدري رصاصه
باهرب وف سدري الدخان
باغسلها، شفايفي من الكدبه .. من نبضها الهمسِ
باهرب في الزمن المنسي
باهرب م الزمن المنسي
باهرب وأصلي صلاة الغفران
للفرح الشايب على جسمك يا حبيبتي
للجرح النازف أحزان
للحرف المسطول على طول ..
ف شفايف صاحبي الإنسان
باهرب م المصنع .. م الغيط
باهرب م المكتب .. م الملهى .. من البيت
باهرب حتى في ليلة عُرسي
واعدم أفراحي الكدّابه ..
في ليالي الأنسِ
باهرب في الزمن المنسي
باهرب ..
في الزمن المنسي
با .. ا.. ه .. ر .. ب !
الشاعر والفنان التشكيلي المصري مجدي نجيب ولد في القاهرة سنة 1936 م.
كتب العديد من الأغاني لأكبر المغنيين المصريين، وكتب أشعار وأغاني للأطفال.
من أعمالة:
من دواوينه الشعرية:
صهد الشتا 1964
ليالي الزمن ...