الحمل ياما يا مدينتي يهز شاعر كان في ندره يكون غطا
ويغطي قلبك في الشتا
وإحنا سنينّا كلها دايمًا خريف
ما عاش في راسك يا مدينتي غير عرايا الفكر
يتنفسوا بكا ..
يتنزهوا فوق جبهتك في العصر ..
ويشرنقوا اسم الكلام في كتاب ضرير
ويبسموا الأحزان في قلب الفجر
مش راح أقول كان القمر أخضر وعاشق
كانت مدينتي غطته بدموع حداد
لمّا مدينتي رشّته بالصهد و الأحزان
.. كات سمّته
نزل القمر يسأل مدينتي: ليه يا حلوه تصلبيني ليه
وماتت دهشته!
أيامها غاب القمر بالعام ما بانت ضحكته
ولقوه في وش الصبح متطوّح على الجدران
لكن في ليله مش بعيده ع اللي عاش
يرسم حكايته ع الورق
وبألف كلمه لأ بلاش ..؟!
ينزف في سره حسرته
ليله القمر غنى الحياه
ميّل على أبواب مدينتي يبارك الأحلام
لكن في قلب الفجر طاطت الأعلام
كانت مدينتي في الطريق
متنعكشه الأفكار
ماعاش في راسها غير عرايا الفكر
من حزنها
حدفت هدومها السودا في عيون القمر
ولسه قاعده من يوميها في الطريق
مستنظره عتابه القديم
"ليه .. ليه يا حلوه تصلبيني ..؟!"
كان القمر مات
ولقوه في وش الصبح دمعه في العيون
أدبح وتر في ضلوع مدينتي لاجل تركع للقمر
و تغني ليه لحن الوداع
نزلت مدينتي في الطريق جنيّه ليها ع الرموش مليون شراع
بتوزّع الشربات.
مات القمر
ولا مسّته
ولا غطّته ..
غير بس ريح الصبح طير المساحيق
مات القمر
ما عادش ينده المعاشيق
ما عادش ينزل ع المصاطب زي فارس الحواديت
أدبح نغم في عيون مدينتي بعدها أدبح حروفي بسن صفحه من الورق
وأخرج أدوّر عن حبيبتي يا حبيبتي مركبي دايمًا
ورق
يعطش في عز الصيف
يغرق في أول شبر م الكلمات
.. وغرقت في بحر العيون
تركت حبيبتي حرفها الصامت طيور
تنقر في سدري م الصباح حتى المسا
لو كان في سدرك يا مدينتي لسه بيعيش القمر
لو كان ما كانش الحرف يعرف أي سكه للأسى
مات القمر ..
في النهر بيشدوا المراكبيه
.. بيشدوا أمواج الحداد
ع الأرض سالت دمعة العشاق
ولا عاش في قلبك يا مدينتي سندباد
نظرة عيونك لو حتضحك .. ينقتل
زي القمر
فاكره القمر ..؟!
.. أهو ..؟
مصلوب في قلب الهوّ
مرمي على خد السحاب تبكي عليه كل النجوم
تنبح كلاب الليل تشده من ضفايره ينكمش في النعش.
لكن يعود صاحبي القمر!! ما يعودش ..؟!
لكن يقول صاحبي القمر .. ما يقولش ..؟!
ولقوه في عز الصبح دمعه في العيون
و لقيته ..
تتصوّروا ..؟!
أنا اللي ياما .. انحنيت للنعش
ونا كنت عارف إن فيه صاحبي القمر
من بعد ما بعدت خُطايا ..
وبعدت عن قلب المدينه
شفت القمر وش ..
من غير حساب الحزن غطاني ف ليالي الخوف
.. أرتعش ..؟!
يحدف هدومه في رقة النسمات
كانت حبيبتي بعد خطوه من المدينه بتنتظر
تبدر حروفها السمرا فوق أرض البلد
عادت حبيبتي في السما ..
طلعت قمر
خايف مدينتي تقتله
دا الحمل ياما يا مدينتي يهز شاعر كان ندره يكون غطا
و يغطي قلبك في الشتا
بس اتركيلي فوق جبينك .. اتركي ليا القمر
يشرب معايا الصمت وإحنا فوق بحار الحزن
الشاعر والفنان التشكيلي المصري مجدي نجيب ولد في القاهرة سنة 1936 م.
كتب العديد من الأغاني لأكبر المغنيين المصريين، وكتب أشعار وأغاني للأطفال.
من أعمالة:
من دواوينه الشعرية:
صهد الشتا 1964
ليالي الزمن ...