الديوان » مصر » مصطفى جوهر » وكأنه شايف نهايته

من أعمق نقطة
ف هذا الجسد / الكون
حيثُ الأشياء بتكون
جمرة نار ..
تحت كتبة من الأسرار
بيغطّيها جدارْ
رافض كل الأشياء المُقتحِمَة
ما بيسمحشي
إلا لمعول واحد
إنه يدُقّ عليه
دا اللي الأرض
بكلّ ما فيها
تنادي عليه .
البطن زَيّ ضريح وَلِي
أو خيمة فوق حَبِّة ضلوع متكوّمة
على قلب لسّه بيبتدي
أوّل ( دُودُوم )
ف نوتِة اللحن الشجي
وف مارس اللي ما جاش
من ييجي فوق عشرين سنة
كانت بتعلَى التكبيرات والبَسْمَلَة
وصراخ غريب
لغريب ..
ولسّه بيستهجَّى الأمكِنَة
* محتاج عيون ترسم شرود
ترسم دموع
مش مالحة ممزوجة بعسل
* هل فيه فِي هَذَا اللَّيْل
وف هذا الشتا
جذوة حضور متمكّنة
بتشدّنا ..
قاطعة مسافات الزمن
نحو الوريد
بتحطّنا ..
جوّه الغُرُف الأربعة المتقّفِلَة
في الفصل التاني
الصفّ الأول
كان الواد بيخاف م الأبلة
وبَصِّة عينها تطقّ شرار
وبرغم الخوف
كان السبَّابة
بيقاوم ضغط شديد
بيشدّ كتافُه لتحت
لتحت
لتح ..
( ما فيش خلاص فرصة رجوع )
وقف الولد ..
مارِد صَغِيْر
بيهِزّ راسُه بعبقرية ، مُنفعِل
العنكبوت !!
( كانت بتسأل أبلتُه
عن نوع مُفيد م الكائنات !)
زَيّ اندفاع باب ميكروباص
في وِشّ ناس
واقفين على الصفّ اليمين
كانت بترسم
كَفِّة الإيد الشِّمال
على خدّ أطرى من العجين
حد انتهاء الاندفاع
وجواز مرور
ضحكة تشِذّ عن المكان .
* هل ممكن نفتح
دَرْفِة شبَّاك الأودة التانية ؟!
.. .. .. .. .. .. .. .. .. !!
قاعد ..
وف إيده النّونو
ألوانه الشمع الفرحانة
وعينيه بتبُص وسأمانَة
بيزيح الكون .. ويقوم
من غير ما يغطّي الورقة ؛
فتطير الفراشات
وتدوس الدبَّابة البنت ام فيونكة
والنِّمر اللي ف طرف الورقة
هينُطّ يصيد الغزلان الشاردة
كانت أشياء بتشدّ عينيه
وتفتّحهم على شئ
بيلوّن جدران الغرفة الأكبر
شئ أكبر
من إحساس الخوف والقهر
( فجأة بيبقى الكون شفَّاف
فجأة بينسى القلب يخاف )
الجدار اسود قطيفة
والحروف فضة ودهب
متبعترين ..
متشوّقين لإيدين
بتقدر – كات زمان –
تلضُم ف حبَّات السِّبَح
واسعين عينيه
كما فنجانين بُن اتحرق
بيمسّهم هاجِس خَفِي :
" لَوْ قَالَ تِيْهَاً قِفْ عَلَى جَمْرِ الغَضَى
لَوَقَفْتُ مُمْتَثِلاً وَلَمْ أتَوَقَّفِ "(*)
وبتنطفي جوّه الحارات
نجمة وقمراية سَهَر
في الأودة الرابعة
وبرغم الضِّيْق :
الحيطة ها تنطق بالبراويز
ونتايج أعوامه الأولى
ومدارس عِشق بيبنيها
وفصول أعوام بدِّل فيها
وصور لاصحابه وصحباته
بهتانة من كُتر التفكير
أرابيسك الشبّاك متعلّق
في الأودة وبرغم الضِّيْق
بيحِسّ بنسمة ويتقلِّب ؛
فيدوس ع الجرح ويتغلِّب
ويقفِّل على نفسه ابوابه
في الفجر يقوم كل اصحابه
على نار الضحك الهستيري
ما تبقِّي على الأرض رمادُه
غير صورة وحيدة من البراويز
مغروسة ملامحُه وبتعاند
إحساسه الأول بالموت .
(*) البيت ل عمر بن الفارض .

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن مصطفى جوهر

avatar

مصطفى جوهر

مصر

poet-mustafa-johar@

2

قصيدة

مصطفى جوهر شاعر مصري ولد في مدينة القاهرة عام 1975. بدأ مسيرته الشعرية في سن مبكرة، ونشر أول قصائده في الصحف والمجلات المحلية، ثم شارك في العديد من المهرجانات والأمسيات ...

المزيد عن مصطفى جوهر

تصفح ايضا

avatar

مصطفى جوهر

poet-mustafa-johar@

أقراء ايضا ل مصطفى جوهر :

أضف شرح او معلومة