أنا كنت رايح فين؟ وجايّ منين؟ باحلم ومش عارف ومش داري إلا اني تحت السقف مدّاري كان سقف ناس أغراب في حيّ غريب وضحك لي طفل بيحبي منّي قريب قتله الرصاص من قبل ما اضحك له من قبل ما احفظ يا قمر شكله أنا طول حياتي ليل بيبكي عليه ألواح خشب متسمّرة في عينيه ألواح خشب متسمّرة في عيني قطع الظلام بين ضحكته وبيني لما انغرز وشّي ف كفوفي السود أنا لو حجر زيّ الحجر مهدود وحاموت في نفس الحيّ والمسرح ونظرت له من بعد ما أصبح زيّ العجوز مكسور وخالي العين أصبح بيتعكّز على ضلعين شاور جهات الموت بسبّابة ما عدت أضحك بعدها يابا دول عكّروا الميّه عليه والنور اتصيّدوا ولدي كما العصفور اللي بيوتهم فوق على بيوتنا الظالمين إن عشنا أو متنا أكلوا اليتيم خلطوا اللبن بالسمّ ما بيعرفوش الله وقلب الأم أمسح جبينه واحطه في حضني آخده لكل الناس وياخدني اليوم شتا والشمس ما بتطلعش وانا ماشي داير في البلد بالنعش باحلم ومش عارف ومش داري الشارع الممدود صبح داري ليلي ونهاري في الشقا والحنان أنا لا أخونك يا ثرى لبنان أنا لا أخون عيشك ولا ملحك كانت جنينة من السما بتضحك ما لحقتش اتلفّت ولا أفديه كانت عيونه منوّرة وأياديه جايب رغيف عاوز يقاسمني صوته النحيف عاوز يكلمني جثث الضحايا اتكوّمت متراس ظلم الأكابر في ولاد الناس والليل نزل والطفل مش راجع وانا باحبي طول العمر في الشارع
فؤاد حداد: شاعر العامية المصرية وصوت الوطن من رواد شعر العامية المصرية الحديثة، برز اسمه في منتصف القرن العشرين.
ناشط سياسي، دافع عن القضية الفلسطينية بقوة من خلال أشعاره.
كاتب مسرحي، ...