في قصر السلطان حارسٌ أمينٌ
يعرفُ طبائعَ السلطانِ وشهواتِهِ
ويعرفُ أيضاً
كيف يَنْكأُ غرائزَ السلطان
***
في القصر ضجيجٌ
وعنبٌ وأكوازُ تين للمنافقين والمحتالين
والدجّالين
وخارجَ القصر بلدٌ حزين
***
مرَّ السلطان يُحيط به المُداهنون
{الذين هم عن صلاتهم ساهون}
فصرخ السلطانُ في وجه الحارس:
ماذا تفعل يا غبيّ
***
كان في يد الحارس "مَغْرَزاً" من حديد
وأمامه نسناسٌ في قفص
وبوحشية الإنسان كان الحارسُ يغرزُ مغرزه
في بدَن الحيوان
***
ولِمَ تُعذِّبُ هذا الحيوان سأل السلطان؟
أخذ الحارسُ نفساً وأجاب:
يا مولاي
هذا نسناس مؤذٍ وخبيث
***
يُرعبُ دجاج السلطان
والسلطان لا يأكل دجاجاً مرعوباً
يسطو على الخس والكزبرة والبقدونس والنعناع
يقلعها من شروشها ويخلط بعضها ببعض
فتلتبسُ علينا أصولها
والسلطان لا يأكل شيئاً لا يعرفه
يمر على أحواض الورد
فيدمّر جمال أوراقه وزهوره
والسلطان يعشقُ الجمال ويُغذّي عينيه عليه
والأغربُ من ذلك أن سرايا السلطان يعشقن جماله
ويُفْتَنَّ بعينيه
والسلطانُ لا يرضى بنسناس ينافسه
أأتركه بعد هذا يا مولاي؟
واللهِ لو فعلت أمي ذلك لعذَّبتُها!
***
ما أشبهَ الشاعرَ في بلادنا بالنسناس
***
2020/11/19