ياهاجسي كم لنا في كل وادي نهيم

واليوم عن زخرف الدنيا واهلها تسام

شم واسم والاّ عساك بنومة اهل الرقيم

إن كان ماشمت لاسمى قدر واشرف مقام

تعطّر بنشر نفحات الرضا والنعيم

من سيرة المصطفى المختار خير الأنام

عليه ماشعّت البيضا وهبّ النسيم

عداد وبل الغمام ازكى صلاة وسلام

اللي بذكره يصير الشعر درٍّ نظيم

يفوح بالمسك والعنبر ويزكى الكلام

واقول والشعر له بين المحاني رزيم

ياهاجسي لاتنام وياشعوري تنام

في حبّ طه فدوه الناس لمّا لميم

وفْداه غالى الولد والوالدين الكرام

الصادق اللي بنا برٍّ رؤوفٍ رحيم

الهادي اللي سنا هديه يزيل الظلام

الأمي الطاهر العفّ الأمين الكريم

معلّم الخلق وش معنى حلال وحرام

بشارة الأنبيا عيسى وموسى الكليم

الخاتم اللي لرسل الله سيّد وامام

من مولده جضّ بالذلّه ابليس الرجيم

وايوان كسرى طفت ناره وعوّد هدام

والكون هلّل ببشرى طلّة اكرم يتيم

بالأنور اللي بهاه يفوق بدر التمام

أنشاه ربّه على اكرم خُلْق واتمّ خيم

يحفّه اليُمن ويظلّل عليه الغمام

واوحى له بوحيه الفرد السميع العليم

عقب اكمل الاربعين وقال له ( قم ) وقام

برسالة الحق والدين الحنيف القويم

للإنس والجنّ ميزتها شمول ودوام

يخرج بها الخلق من ظلمات ليلٍ بهيم

لأتمّ واعمّ نور وخير واكمل نظام

واخذ ثلاثة عشر عامٍ بمكه مقيم

ياما تحمّل من التكذيب والإتّهام

والصدّ من كلّ جبّارٍ عتلٍّ زنيم

حتى تمالوا على قتل الكريم اللئام

وانجاه من كيدهم محيي العظام الرميم

وهاجر لطيبه وطابت مستقرّ ومقام

واخذ بها عشرة اعوام بجهادٍ عظيم

والدين يزداد بالتمكين في كلّ عام

كم وقعةٍ من هوايلها يشيب الفطيم

ويفَلّ فيها من الهامات حدّ الحسام

صابر بها لين اتى نصر العزيز الحكيم

بالفتح الاعظم وزال الظلم وانهى الاثام

فتحٍ تباهت به الكعبه وشعّ الحطيم

نورٍ محى الرجز والاصنام راحت حطام

علّم به الناس كيف يكون عفو الحليم

اللي تسامى عن الأحقاد والإنتقام

واخذ بعد فتح مكه عام واقبل هميم

للحجّ وادّى المناسك واستتمّ المرام

بلّغ وودّع وحذّر من عذاب الجحيم

وادّى الأمانه ووفّا بالعهد والذمام

جزاه ربّ الفلق خير الجزا المستديم

عن كلّ من طاف بالكعبه وصلّى وصام

شفيعنا يوم ماينفع حميمٍ حميم

عليه اصلّي واسلّم . والسلام اختتام