غبت يالبارق وجفّت بدو

واجدب العشب وفنود الحماد

ليلة البرد في بيت السدو

صبحها ابيض وب اطرافه سواد

ساهرين الرمد يوم ارقدو

كسّروا نومهم تحت السهاد

والعصافير جايلها شدو

فوق قمح ٍ رعى فيه الجراد

صاخب الصوت في لحظة هدو

فجّر الحبر فـ ضلوع المداد

رايح الغيم ماله من غدو

تضحك البيد في وجهه وكاد

تصهل الخيل لرجال ٍ حدو

ما احسبوها على كبوة جواد

هرولت ريح فـ الارض وعدو

و صافح الملح بارود الزناد

ظللوا شمس الامس وعربدو

ظل سدرة لعب فيها النفاد

انتبه للهشيم اليا اوقدو:

نارهم وانت نارك من رماد

ياصديقي يسولف لي عدو

عن صديق ٍ أحاسيسه جماد

وعن قريبين غابوا وابعدو

عن بعيدين لوجوني بعاد

أبْرقوا فـ العيون ولا ارعدو

ولابَرَت منهم جروح ٍ جداد

وانتهوا ناس فـ القلب وبدو

قلت مال الغريب الا البلاد

وليلة البرد في بيت السدو

فجّرت فالصباحات السواد